حكم
أوصى بعض الحكماء ابنه فقال: يابني كن حذرا من:
الكريم: إذا أهنته
والعاقل: إذا أ جرحته
واللئيم: إذا أكرمته
والفاجر: إذا عاشرته
والأحمق: إذا مازحته
إنني ذقت الطيبات كلها فلم أجد أطيب من العافية، وذقت المرارات كلها فلم
أجد أمر من الحاجة إلى الناس، ونقلت الحديد والصلب فلم أجد أثقل من الدين.
*اعلم أن الدهر يومان :
يوم لك ويوم عليك فإن كان لك فلا تبطر.
وإن كان عليك فاصبر، فكلاهما : سينحر.
*أوصى بعض الحكام ابنه فقال:
يابني إن من الكلام ما هو أشد من ضرب الحسام، وأثقل من الصخر، وأمر من
الصبر، وأنفذ من وخز الإبر.
فإن القلوب مزارع فيها طيب الأحاديث.
قال بعض الحكماء:
اجتنب سبع خصال يسترح جسمك وقلبك ويسلم لك عرضك ودينك :
لا تحزن على ما فاتك، ولا تحمل هم ما لم ينزل بك،ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل،
ولا تلم الناس على ما فيك مثله، ولا تغضب على من لم يضرك غضبه، ولا تمدح من لم
يعلم من نفسك خلاف ذلك، ولا تنظر بشهوة إلى ما لم تملك.
ثمانية إن أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم:
الآتي إلى وليمة لم يدع إليها.
والداخل بين حديث اثنين لم يدخلاه فيه.
والمتآمر على رب البيت في بيته.
والمقبل بحديث على من لا يسمعه.
والجالس في مجلس ليس له بأهل.
وطالب الخير من أعدائه.
وطالب الفضل من اللئام.
والمستخف بالسلطان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وأعلم :
أن لكل إنسان قوى ثلاث : ناطقية ، وغظبية وشهوانية .
فالناطقية : هي التي شرفه الله بها على سائر الحيوانات ، فشارك بها الملائكة.
والغظبية : إذا أفرط فيها ألحقت صاحبها بأخلاق الوحوش الضاربة فيغضب
كالأسد أويحقد كالخنزير ، أو يثب كالنمر ، أو يرعد كالقرد.
والشهوانية : إذا أفرط فيها أخرجت صاحبها من العالم الإنساني وألحقته بعالم
مماثلة من البهائم ، فأن البهائم لا شهوة لها إلا الأكل والنكاح . فاجتهد
أن تلحق قوتك
بالناطقية لتحلق بعالم الملائكة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مما قيل في التوكل على الله سبحانه وتعالى :
أعلم ان التوكل على الله سبحانه وتعالى كمثل تاجر اقام لإصلاح ماله وكسبه
وكيلا بصيرا بالأمور عارفا بما يلزمه من القيام بخدمة موكله ، فالتاجر قد
اكتفى بما ضمنة له وكيلة ، فاطمأن قلبه ، وجلس في مكانه مستقلا بعبادة ربه
لا يتعاطى سببا اكتفى بوكيله وثقته به .
عن عطاء السلمي :
انه قال : لو أن نارا اوقدت وقيل لي : إلق نفسك فيها ، فأصير لا شئ ولا
تجمعني القيامة لمت من فرحي قبل وصولي إليها ، خوفا من العرض على الله
سبحانه والوقوف بين يديه